نظمت هيئة الشارقة للآثار محاضرة افتراضية بعنوان “المخطوطات الإسلامية، أدواتها وتقنياتها والمواد المستخدمة فيها”، تحدث فيها الدكتور حسن علي حسن، اختصاصي ترميم المخطوطات، بكلية الآثار- جامعة عين شمس، حيث جاء تنظيم المحاضرة ضمن سلسلة المحاضرات العلمية الأسبوعية المتخصصة التي تنظمها الهيئة في إطار نشر الوعي بترميم وصيانة الآثار، وتجاوز عدد الحضور 180 مُشاركاً من المُهتمين بالمخطوطات الإسلامية والمعنيين بالآثار عموماً من داخل الدولة وخارجها.
وأعرب المحاضر في بداية حديثه عن تقديره لجهود هيئة الشارقة للآثار في الحفاظ على الآثار والتعريف بأهميتها ومكانتها، وتقدم بالشكر لها على استضافتها له في هذه المحاضرة.
وتطرق المحاضر إلى أهمية وقيمة الورق الإسلامي الذي كان سائداً في سابق الأيام، والخاص بالمخطوطات، وشرح مكونات وكيفية صناعته، والمواد والتقنيات التي تدخل فيه، والأحبار المستخدمة في المخطوطات، وآليات التغليف والتجليد، بالإضافة إلى المواصفات والتركيبات التي كتبت باللغة الأصلية كاللغة العربية، وغيرها من الأدوات والتقنيات بما يسهم في التوضيح لعمليات كيفية تركيب هذه المواد.
ولفت الدكتور حسن علي حسن، إلى أن هناك فجوة لنحو 6 إلى 7 قرون ماضية، تكاد تكون غير معروفة حتى للمتخصصين في موضوعات المخطوطات الإسلامية، حيث تنقصهم معرفة المصادر الأصلية للمخطوطات من مواصفات وتركيبات، ومن ثمَّ جاءت هذه المحاضرة بمحاولة توضيحية للمختصين والمهتمين والباحثين، عن كيفية تركيب هذه المواد، ومن المعلوم أن الفهم الجيد للمخطوطات يعني القدرة على الحفاظ عليها وترميمها.
وشرح الدكتور حسن بأن هناك خمسة محاور أساسية في دراسة المخطوطات، وكل ما يتعلق بالآثار، هي: تاريخ هذه المخطوطات والقطع الأثرية، والتعرف على المواد المستخدمة، التقنيات وكيفية التوافق والتوليف وإضافة المواد إلى بعضها بعضاً، دراسة أسباب تلف هذه المخطوطات، والحلقة الأخيرة هي الصيانة والترميم، وتطرق المحاضر إلى موضوع صناعة الكتاب والورق والأحبار المختلفة، والأحبار السرية، وتركيب المخطوطات والرسوم عليها، ومختلف مراحل صناعة الكتاب.
وبين أن هناك الورق الصيني، وهو الأٌقدم تاريخياً، والورق الإسلامي، وأخيراً الورق الأوروبي، وتطرق إلى المواصفات الخاصة بالورق الإسلامي، وما يميزه عن الورق الآخر في العصور الوسطى.
رحلة الورق
بيّن المحاضر أن الصين بدأت بتصنيع الورق في العام 105 ميلادي، ومن هناك انتقل إلى الشرق الأقصى في كوريا، ثم إلى سمر قند نحو 751 م، وفي بغداد، أسَّس الفضل بن يحيى، في عصر هارون الرشيد (170-193هـ، 786-809م)، أول مصنع للورق، وفي نهاية القرن الثامن الميلادي، انتقل من بغداد إلى الشام، ثم إلى مصر، ومن هناك إلى بقية أفريقيا وإسبانيا والهند وإيران، ومن ثم عمَّ العالم في نهايات القرن الثالث عشر، وأخيراً إلى أوروبا.
وأوضح أن المقصود بالورق الإسلامي هو كل الورق الذي أنتج بين الحدود الغربية للصين حتى إسبانيا، من القرن الثامن حتى القرن السابع عشر تقريباً، حينها كانت حركة تجارة الورق تسير من الشرق إلى الغرب، وفي القرن السادس عشر والسابع عشر تقريباً، بدأ تصنيع الورق الأوروبي الذي أخذ في الانتقال من الغرب إلى الشرق.
وتتمثل رؤية هيئة الشارقة للآثار في جعل الشارقة رائدة بمجال حماية الآثار، وصون المكتشفات الأثرية، واتباع أفضل الممارسات والمعايير لحماية المواقع الأثرية والمناطق التاريخية.