هذا الكتاب يوضح أعمال الفرق الأثرية المتعاقبة التي عملت على البحث والتنقيب منذ أوائل سبعينيات القرن العشرين؛ عندما اكتشف فريق عراقي بقايا حصن حجري يقع على قمة المنحدر الشمالي الشرقي لجبل البحيص. ثم قامت البعثة الفرنسية عام 1990 بتنقيب سبعة هياكل حجرية أسفرت ثلاثة منها عن وجود مواد تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، وكشفت التنقيبات عن تسع مقابر، ومواد محدودة تعود إلى العصر الحديدي. ثم أقيمت حملة من عمليات التنقيب الممنهجة استمرت لمدة اثني عشر عاما متتالية (1994-2005) أدت إلى اكتشاف 91 قبراً من أنواع وتواريخ مختلفة؛ أهمها موقع يعود إلى ما قبل التاريخ أطلق عليه اسم (BHS 18).بدأ الكتاب بتوضيح الوضع الجغرافي والبيئي في جبل البحيص، حيث كان الجبل مكاناً لمجموعة من الأنشطة البشرية منذ العصر الحجري الحديث كما دلت على ذلك مجموعة متنوعة من القطع الصوانية، ودلت الآثار أيضاً على أن الجبل كان محور الأنشطة البشرية المقدسة التي تنطوي على الموت والدفن، وقدر استمر استخدام المنطقة على مدى أكثر من سبعة آلاف عام، ومن هنا جاء استخدام مصطلح “مدينة الموتى”.ثم تناول الكتاب تفصيل المقابر من القبر (BHS 1) إلى القبر (BHS 91)، بدأ بذكر نوع القبر، وتاريخه، والإحداثيات، والتخطيط والهندسة المعمارية، وبقايا الهياكل العظمية والهدايا الجنائزية، والقبور الفرعية إن وجدت، مع الصور والمخططات المتعلقة به.في نهاية الكتاب جاءت مجموعة من الملاحظات الختامية المهمة، فيها وصف لعدد من القطع الأثرية، واستنتاجات ومقارنات مع قطع مكتشفة في أماكن وفترات تاريخية مختلفة.يمثل الكتاب مرجعاً مهمًّا، وسجلاًّ تاريخيًّا يوثق لمنطقة لها تاريخ قديم، جديرة بالمزيد من الدراسة والبحث.والكتاب، في 414 صفحة، وفيه 424 صورة.