Skip to main content


نظمت هيئة الشارقة للآثار محاضرة عن بُعد عبر تطبيق “زووم” بعنوان “صيانة وحفظ المسكوكات الفضية القديمة”، قدمها عضو الجمعية الأمريكية للنميات، والباحث في مؤسسة “بول غيتي” للآثار، وعضو بعثة جامعة كاليفورنيا ومعهد الدراسات العالم القديم بنيويورك في مشروع ترميم وصيانة العملات في الفيوم، وعضو التحالف الدولي للمتاحف الأمريكية، وباحث دكتوراه في ترميم وصيانة الآثار المعدنية بجامعة القاهرة، واختصاصي ترميم آثار بوزارة الآثار، الدكتور المعتز بالله الشهاوي.

جاء تنظيم المحاضرة ضمن سلسلة المحاضرات الأسبوعية التي تنظمها الهيئة في إطار نشر الوعي بترميم وصيانة الآثار، وتجاوز عدد الحضور 230 مُشاركاً من المُهتمين بالحفاظ على الآثار من داخل الدولة وخارجها.

تاريخ الفضة وخواصها
واستهل المعتز بالله الشهاوي المحاضرة بالحديث عن تاريخ اكتشاف الفضة قبل خمسة آلاف قبل الميلاد، مؤكداً أنها كعنصر لا يمكن إيجادها بسهولة في الطبيعة، إذ يلجأ المختصون إلى استخلاصها من العناصر والمركبات التي تتحد معها عن طريق التحليل الكهربائي والحراري، حيث تتحد مع النحاس والنيكل والزنك والرصاص.

وبالنسبة لاستخداماتها في صناعة وإنتاج المسكوكات الأثرية ومواد الزينة للنساء، ذكر الشهاوي أن صلابة معدن الفضة أقل من الذهب، لذلك فإن حساسيته للتشكيل أعلى، كما أن توصيل الفضة الكهربائي والحراري مرتفع، مما يرفع من مزايا خصائصه، وتطرق إلى الكثافة ودرجة انصهار الفضة لأهميتها في إنتاج المسكوكات، ولاسيما عند الكشف عن حقيقة أو تزوير العملات، إذ لابد من الانتباه إلى خاصية الكثافة التي تساعد على كشف التزوير.

طرق إنتاج المسكوكات
وتناولت المحاضرة طرق إنتاج المسكوكات في الماضي، ألا وهي الصب، أو الطرق، حيث أن الصب طريقة كانت تطلب وقتاً طويل من حيث صناعة قالب لكل مسكوكة، أما الطريقة الثانية وهي الطرق، فكانت ذات فاعلية أكبر، وأكثر انتشاراً، بالإضافة إلى أن أكثر السبائك انتشاراً هي سبيكة الإلكتروم، ولها علاقة بتاريخ المسكوكات على مر العصور، أما أول مسكوكة عملة تم اكتشافها، فهي “ليبيا” وموجودة حالياً في الأناضول، وتعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، وتم صناعتها من الإلكتروم، وهو عبارة عن ذهب 55%، وفضة 45%، كما أن أشهر العملات القديمة هي البيلون، التي تحتوي على فضة بنسبة 40%، ونحاس 60%.

تصنيف المسكوكات
تطرق المحاضر إلى تصنيفات المسكوكات من حيث الوحدات والموزاين التي اختلفت بحسب العصور، والنظام النقدي التي كانت موجودة فيه، فمثلاً في العصر البلطمي كانت هناك موازين مختلفة للفئة نفسها، ولكنها تباينت بحسب الحاكم، والفترة الزمنية، أما في العصر الإسلامي، فكان هناك الدرهم المصنوع من الفضة الخالصة، وتحديداً في عهد الخلفاء الراشدين، حيث كان يتم التعامل عبر الدرهم الشرعي.

تآكل المسكوكات
وعرَّف الشهاوي التآكل ذاكراً أنَّه عند عودة المعدن إلى العنصر الخام الذي كان موجوداً فيه بالطبيعة، فهذه الحالة تعرف بالتآكل، حيث يتحول من حالة استقرار إلى نشاط عبر الطاقة الحرارية والكهربائية، وعبر التفاعل مع الطقس المحيط، سيولد مجموعة من المركبات، تساعد على التآكل، ليعود كما كان، منوهاً بأهمية تحديد طبيعة التآكل لوضع خطة علاجية وصيانة ملائمة عند دراسة المسكوكات، سواء كانت الفضية، أو البرونزية.

وفيما يخص تآكل المسكوكات الفضية، ذكر أن الفضة في الهواء النقي لا يحدث لها تآكل، ولكن إذا تعرضت للبيئات المحتوية على الأوزون، أو كبريتات النتروجين والهيدروجين، تتكوَّن البكتيريا، التي تؤدي إلى التآكل، منوهاً إلى مفهوم “هشاشية الفضة”، وهي ظاهرة تحدث عند بعض المسكوكات أو الآواني الفضية، وفي الشكل العام الكامل، تبدو المسكوكة جيدة، ولكنها قد تتعرض للكسر بسبب فترة الدفن الطويلة أسفل التربة، وطبيعة البيئة حولها، والمحتوى الخاص بالأملاح والتركيب التشريحي للمسكوكات الفضية، التي لم تصنع من الفضة بالكامل، بل اختلطت بالنحاس.

طرق صيانة المسكوكات
وفيما يخص طريقة التشخيص، أوضح الباحث أن الطرق غير الصحيحة لتشخيص المسكوكة، تؤدي إلى اتباع خطة علاجية خاطئة، لذلك لابد من التنبه للآلية التي يتم من خلالها التشخيص، وبالنسبة للفحوص والتحاليل، أشار إلى أنها تبدأ بعدة خطوات أبرزها التصوير الفوتوغرافي، لمعرفة طبيعة السبيكة ومواد التآكل، والتركيب العنصري، وبناءً على نتائج الفحوص يتم اختيار طرق الصيانة، وتتم عملية التوثيق عبر التقاط الصور من خلال الكاميرات الرقمية، و”الآر تي آي”، وأيضاً من خلال الأشعة السينية للكشف عن سمك طبقة التآكل، والتصوير الإلكتروني الماسح.

وتتمثل رؤية هيئة الشارقة للآثار، في جعل الشارقة رائدة بمجال حماية الآثار، وصون المكتشفات الأثرية، واتباع أفضل الممارسات والمعايير لحماية المواقع الأثرية والمناطق التاريخية، حيث أن إمارة الشارقة يتوافد عليها عدد من بعثات التنقيب الأثرية الأجنبية التي تعمل في الإمارة، بموجب اتفاقيات عمل خاصة، وتحت إشراف هيئة الشارقة للآثار، بالتعاون مع البعثة المحلية، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المواقع الهامة، وعلى رأسها موقع مليحة، كأحد أهم المواقع الأثرية في دولة الإمارات العربية المتحدة.


“مليحة” تبوح بكنوز عُمْلَاتِها الفضية
عثرت البعثة المحلية لهيئة الشارقة للآثار على جرة قديمة، مليئة بالكثير من العملات التي كانت تسك في هذا الجزء القديم في موقع مليحة، وكان ذلك ... قراءة المزيد
عيسى يوسف يرصد جذور التواجد البشري
شاركت هيئة الشارقة للآثار ممثلة بعيسى يوسف، مدير إدارة الآثار والتراث المادي بالهيئة، في البرنامج الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا الذي يرعاه مكتب الشؤون التعليمية ... قراءة المزيد
سلطان يدعم برامج التراث الثقافي
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله، على أن هناك العديد من برامج دعم التراث وحفظه ... قراءة المزيد