فأس يدوية مصنوعة من حجر الصوان أبيض اللون، لها شكل شبه بيضاوي ذات وجهين، رفيعة من الطرفين وعريضة من الوسط، ولها نهاية مقوسة ومهذبة، أزيلت العديد من الرقائق من الوجهين العلوي والسفلي، وتظهر آثار طرق مائل وشبه أفقي. تعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط (الموستيري) الممتد من (300 ألف سنة إلى 30 ألف سنة مضت). أي أن هذه الفأس كانت الأداة التي استخدمها البشر لأطول فترة على الإطلاق، ويقدر البعض بأنها تغطي (99%) من تاريخ استخدام الأدوات عندهم. عثر عليها في موقع (جبل الفاية) بالشارقة، الإمارات العربية المتحدة، معروضة لدى مركز مليحة للآثار.
يساعد هذا النوع من الأدوات الحجرية على تمييز الاقتصاد والتقنية والسلوك المفاهيمي لصانعيها، وهي أداة متعددة الوظائف، ويرجح أن مثل هذه الأدوات مكّنت الإنسان من البقاء على قيد الحياة، حيث استخدمها أثناء القيام بالعديد من متطلبات الحياة اليومية كالتشريح والكشط والفرم والشقّ، وقد صُنعت الفؤوس الحجرية الأقدم بواسطة القرع أو الضرب المباشر بحجر يلعب دور المطرقة، ويمكن تمييزه بما يتصف به من سماكة وحواف ملتوية. الفؤوس الموستيرية اللاحقة أنتجت بشكل أفضل، ولها مقبض من العظم أو الخشب وكانت حوافها مستوية أكثر وكانت أكثر رقة. يحتاج صانع الفؤوس الحجرية المحترف إلى أقل من (15 دقيقة) لإنتاج فأس جيدة. ويمكن إجراء فأس يدوية بسيطة من حصاة شاطئ كبيرة في أقل من 3 دقائق. يحتوي جبل الفاية، الواقع في وسط شبه جزيرة عُمان، على بقايا مهمة تعود إلى التاريخ البشري المبكر في شبه الجزيرة العربية الجنوبية الشرقية. إن مجموعات الصيادين، التي يرجع تاريخها إلى حوالي (125000 سنة قبل الميلاد)، وغيرها التي يرجع تاريخها إلى حوالي (40000 سنة قبل الميلاد)، قد تكون جاءت من خارج المنطقة، ولكن مع وجود موازيات لها في المواقع الأثرية في إمارة الشارقة مثل (جبل إميلح، عُقبة)، في إمارة أبوظبي، اليمن، عُمان، المملكة العربية السعودية، وقطر، جرى الاستدلال عليها من خلال الأدوات الحجرية المعمولة بواسطة الترقيق مثل الرقائق المشذبة والشفرات أو المقاشط.