لدى زيارتها لموقع الفاية الأثري.. بالتزامن مع “كوب 28”
المدير الإقليمي لليونسكو بالقاهرة: “الشارقة للآثار” تقود جهود توثيق تاريخ البشر في جنوب شبه الجزيرة العربية
تعريفاً بالقيمة الثقافية وأهميتها الأثرية على المستوى العالمي، وعلى هامش مشاركتها في “كوب 28″، نظمت هيئة الشارقة للآثار بحضور سعادة عيسى يوسف، مدير عام الهيئة، زيارة شاملة للدكتورة نوريا سانز، المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو بالقاهرة، لموقع الفاية الأثري الذي أُدرج مؤخراً ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي في اليونسكو، وذلك في إطار استراتيجية الهيئة لاستدامة وصون التراث الثقافي المادي للإمارة ومشاركته مع العالم، بما يسهم في تسليط الضوء على تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.
ضرورة مثل هذه الزيارات في تعزيز وتوطيد التعاون الثقافي المثمر
وأثنت المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو بالقاهرة على جهود هيئة الشارقة للآثار التي تقود توثيق تاريخ البشر في جنوب شبه الجزيرة العربية، وإعجابها الشديد بموقع الفاية وأهميته الأثرية، حيث أكدت على ضرورة مثل هذه الزيارات في تعزيز وتوطيد التعاون الثقافي المثمر والعلاقات الطيبة مع كافة الجهات عالمياً، والاستفادة من تجاربها وخبراتها.
موقع الفاية في “كوب 28”
وجاءت الزيارة في إطار مشاركة هيئة الشارقة للآثار في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “كوب 28″، وضمن اهتمام اليونسكو بالتراث الثقافي والطبيعي للبيئات القديمة في المنطقة العربية، حيث ستقدم موقع الفاية ضمن جلسة “التراث الطبيعي والثقافي للواحات في مصر” كجزء من دراسة المقارنة وذلك في 10 ديسمبر 2023، الساعة الثانية ظهراً، ضمن جلسات اليونسكو في الجناح المصري.
موقع جبال الفاية يؤرِّخ الاستيطان البشري المبكر في المنطقة إلى بدايات العصر الحجري الأوسط وحتى العصر الحجري الحديث
ويُعتبر موقع جبال الفاية مثالاً استثنائياً للبيئة الصحراوية خلال العصر الحجري والذي يؤرِّخ الاستيطان البشري المبكر في المنطقة إلى بدايات العصر الحجري الأوسط وحتى العصر الحجري الحديث خلال ظروف مناخية متغيرة في شبه الجزيرة العربية، ووثقت الدراسات الأثرية والبيئية للطبقات التاريخية في الموقع استمرارية الاستيطان البشري منذ 210.000 سنة.
وتؤرخ المكتشفات الأثرية بالموقع تطور الاستيطان والمستوطنين من جماعات الصيادين إلى جماعات الرعاة الرحل الذين كان لهم شعائر جنائزية خاصة، مما ساعد العلماء لوضع تصور جديد لطبيعة تكيف الإنسان مع المشهد الطبيعي للمنطقة في ظروف مناخية قاسية، أدت دورات التغيرات المناخية كل 20000 عام إلى تأرجح المنطقة بين صحراء قاحلة وبيئة غزيرة المياه، حيث تتجمع المياه في البحيرات وتتدفق على طول قنوات الوادي الممتد من جبال الحجر وحتى الفاية، وتوثق السمات الجيومورفولوجية على طول نطاق الفاية هذه الأحداث والتغيرات مما ساعد على فهم هذه الحقبة الزمنية الهامة من تاريخ المنطقة، ساهم المزيج الاستثنائي لتوافر مصادر المياه والمواد الخام والكهوف التي تم استيطانها، في جعل الفاية أقدم مشهد صحراوي مأهول بالسكان في العالم مما يسد فجوة معرفية لفهم التطور البشري المبكر وتكيفه في صحراء شبه الجزيرة العربية.
زيارة مركز مليحة للآثار
وتضمنت الجولة أيضاً زيارة مركز مليحة للآثار والاطلاع على العروض التفاعلية والآثار المعروضة التي يقدمها بهدف التعرف بشكل أوسع على البيئة الفريدة لمنطقة مليحة، والمواقع التي تم العثور فيها على المكتشفات والمقتنيات الأثرية.