د. صباح عبود جاسم: الاكتشافات الجديدة دليلًا على الوجود العباسي المبكر في المنطقة الشارقة – الإمارات العربية المتحدة: عثرت البعثة المحلية التابعة لهيئة الشارقة للآثار على مجموعة من العملات الاسلامية القديمة في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة. وتمثل هذه العملات دراهم فضية نادرة إلى فترة الخلافة العباسية، إضافة إلى فلس واحد من النحاس.
تعد هذه العملات من الإصدارات الأولى وتحمل أيقونات تلك الفترة، متمثلة بخمسة من خلفاء ذلك العصر وهم: الخليفة أبو جعفر المنصور، الخليفة محمد المهدي، الخليفة هارون الرشيد، الخليفة محمد الأمين والخليفة أبو جعفر عبدالله المأمون، مع درهم صلو للسيدة زبيدة (أم جعفر) زوجة هارون الرشيد.
وعن مكونات الكنز الأثري الذي اكتشف أثناء عملية المسح والتنقيب في منطقة الوسطى لإمارة الشارقة في سبتمبر من العام 2021، قال الدكتور صباح عبود جاسم مدير عام هيئة الشارقة للآثار: “إن مكونات الاكتشاف الجديدة تمثل دليلًا واضحًا على الوجود العباسي المبكر في المنطقة، ووجد قسم من هذه الدراهم داخل جرة فخارية داخل جرة فخارية مزججة من الطراز العباسي وتؤرخ هذه الجرة إلى القرن التاسع العاشر الميلادي. “.
وتمثل هذه المجموعة من النقود المكتشفة إطاراً جغرافياً كبيراً وفقاً لدور سكها الذي يمتد من أفريقيا غرباً إلى إقليم ما وراء النهر شرقاً، ووفقاً للتقسيم الإداري للعالم الإسلامي إبان حكم الخلافة العباسية وبصفة خاصة العصر العباسي الأول، تنتمي النقود المكتشفة إلى سبعة من الأقاليم الرئيسية الجغرافية والإدارية وهي:
1- إقليم المغرب (العباسية 154، 166 هـ)
2- إقليم فارس (كورة المهدية 154 هـ)
3- إقليم الري والجبال (مدينة المحمدية 192 هـ)
4- إقليم خراسان (مدينة بلخ 182، 186، 194 هـ)
5- إقليم أرمينية (معدن باجنيس 191هـ)
6- إقليم ما وراء النهر (معدن الشاش 190هـ ومدينة سمرقند هـ 198، 199هـ).
ورافق الدراهم الفضية في هذه الجرة الفخارية عدد من أوزان نحاسية صغيرة ذات أشكال منتظمة وأوزان مختلفة تتراوح بين 5.5 غم-13.80 غم.
وكشفت أعمال المسح الأثري في نفس المنطقة عن مجموعة من الكسر الفخارية من الطراز العباسي
كما أكد الباحثون أن هذا الكشف الأثري الجديد يؤرخ إلى حقبة زمنية مهمة من تاريخ إمارة الشارقة بصفة خاصة، ودولة الإمارات العربية المتحدة بصفة عامة، في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، أي منذ العصر العباسي الأول، إذ تشير إلى النشاط التجاري الذي لعبته سواحل الإمارات والمنطقة الوسطى من إمارة الشارقة في التجارة الدولية.
ويتضح من دور سك النقود المكتشفة أنها جاءت من عديد الطرق التجارية الرئيسة إلى منطقة الخليج العربي وساحل الإمارات بصفة خاصة، ما يوضح أن هذه المنطقة كانت مركزاً تجارياً كبيراً في ذاك الوقت ومسلكًا لمرور القوافل في أرجاء الدولة العباسية.